الفصل الثالث

الفصل الثالث

المجازر الصهيونية ضد الفلسطينيين 1967 – 2000

في تغطيتنا لسلسلة المجازر الدموية الصهيونية التي نفذتها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين خلال الفترة الممتدة بين 1967 و 2000 (أي حتى اندلاع انتفاضة الأقصى والاستقلال)، أردنا الإشارة إلى أنّ ذلك لا يعني أن جرائم الاحتلال توقفت عند هذه المجازر الدموية، فجرائم الحرب الصهيونية المقترفة ضد الفلسطينيين واسعة، شاملة، لم تترك مجالاً من مجالات الحياة الفلسطينية إلا وطالته، ولم تترك بيتاً فلسطينياً إلا وألحقت به الأذى، ولم تترك أسرة فلسطينية إلا وأوقعت بين أبنائها الشهداء أو الجرحى أو المعاقين أو الأسرى، فقد شملت جرائم الحرب الصهيونية ليس فقط الإنسان الفلسطيني، وإنما كذلك الأرض والبيئة والماء والهواء والمقدسات، ولم تعتق لا الشيخ ولا الطفل ولا المرأة ولا الشجر ولا الحجر، فضلاً عن أنها ألحقت دماراً هائلاً متراكماً بكافة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والرياضية والإدارية وغيرها.

ولذلك، وإن كنا هنا نعرض فقط لأبرز المجازر الدموية الصهيونية ضد الفلسطينيين، التي كان لها تداعيات وتأثيرات ملموسة، فإن ذلك لا يعفينا من الإشارة التوكيدية إلى كمٍّ كبيرٍ من المجازر الصغيرة التي لم تتوقف قوات الاحتلال عن اقترافها ضد الفلسطينيين على مدار الزمن المشار إليه.

تلك المجازر التي تشكل كل مجموعة منها بدورها مجزرة كبيرة مروعة، وجريمة حرب بشعة، تشكّل وثيقة إدانة وتجريم لقادة الدولة العبرية، سياسيين وعسكريين ومستعمرين مستوطنين في الضفة والقطاع.

نوثق في ما يلي، أكبر وأبشع وأخطر المجازر الدموية الصهيونية ضد الفلسطينيين خلال الفترة الواقعة ما بين 1967 وحتى انتفاضة الأقصى / 2000.


8/10/1990 مجزرة الاثنين الأسود في باحة الأقصى

أقدمت السلطات الإسرائيلية الرسمية بأذرعها المتعددة، في يوم الاثنين الثامن من تشرين الأول / أكتوبر / 1990، على اقتراف تلك المجزرة / الجريمة البشعة المذهلة، ضد رجال ونساء وأطفال وشيوخ فلسطينيين، في باحة المسجد الأقصى المبارك.
(المزيد من التفاصيل…)

16/9/1982 مجزرة صبرا وشاتيلا

حين نتوقف اليوم أمام ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، فإن فيضاً هائلاً من مشاعر الألم والحزن والقهر والغضب يتحرك في نفوسنا بقوة .. بينما تحضرنا في الوقت ذاته جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات المتعلقة بتطورات وأحداث تلك المجزرة أولاً، والمتعلقة بأطرافها ومقترفيها ثانياً، والمتعلقة بذاكرة الصراع التاريخي ومسلسل المجازر الصهيونية ضد الفلسطينيين والعرب ثالثاً، والمتعلقة، رابعاً وهذا هو الأهم هنا، بالحسابات التاريخية عن مسلسل المجازر الصهيونية ..
(المزيد من التفاصيل…)

30/3/1976 يوم الأرض الفلسطيني

4-1-1- ” الشرارة ”
في الأول من آذار 1976، أعد متصرف اللواء الشمالي الاحتلالي في فلسطين المحتلة 1948 آنذاك، “يسرائيل كينغ”، وثيقة سرية جداً سميت باسمه وتضمنت مجموعة اقتراحات عنصرية حول كيفية إحباط ما أطلقت عليه سلطات الاحتلال آنذاك خطر التزايد السكاني العربي.
(المزيد من التفاصيل…)


25/2/1994 مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل

“في صباح الجمعة الموافق للخامس عشر من شهر رمضان 1414 هجري، الموافق لِ 25/2/1994، وفي أثناء صلاة فجر ذلك اليوم، تسلل المستوطن الإرهابي باروخ غولد شتاين مرتديا الزي العسكري، حاملاً سلاحه، متخطياً جميع المشاعر والقيم، وباشر بإطلاق الرصاص على المصلين الركَّع السجَّد في قلب الحرم الإبراهيمي، فسقط العشرات منهم.
(المزيد من التفاصيل…)

20/5/1990 مجزرة ريشون ليتسيون (عيون قارة)

مجزرة جديدة أضيفت إلى سلسلة المجازر التي ترتكب في الأراضي العربية المحتلة ضد المواطنين الفلسطينيين، راح ضحيتها 20 شهيداً منهم 8 شهداء سقطوا على الفور برصاص جندي صهيوني.

 في صباح ذلك اليوم، كان هذا الجندي البالغ من العمر 21 عاماً، يرتدي الزي العسكري ويحمل بندقية “إم16” ويقف في ساحة ليتسيون. قام بإصدار أوامره إلى العمال الفلسطينيين في أثناء توجههم للعمل بالقرب من تل أبيب، بالوقوف في طابور مدعياً التثبت من هوياتهم، إلا أنه ما لبث أن أطلق عليهم النار من البندقية التي يحملها، ما أدى إلى استشهاد ثمانية عمال وجرح ستة عشر آخرين بجراح خطيرة، ثم لاذ بالفرار مُستقلاً سيارة بعد أن قتل سائقها العربي.

–          وقد وصف شاهد عيان ما حدث بقوله، إنه في الساعة السادسة والربع من صباح يوم الأحد 20/5/1990، وصل إلى “مفرق الورود” (سوق عبيد – في مفرق رحوبوت ريشون ليتسيون، شرق تل أبيب ) سيراً على الأقدام، شاب يهودي يبلغ الواحدة والعشرين من عمره، وهو من سكان مدينة ريشون ليتسيون شرق تل أبيب، فتوجّه عبر البيارات إلى “مفرق الورود”، أحد مواقع تمركز العمال الفلسطينيين، مسلحاً برشاش من نوع “غليل”، مرتدياً حذاء رياضياً، وبنطلون جينز “دوبون” أسود؛ وعندما وصل إلى تجمع العمال العرب، قام بإيقاف سيارة غزية استقلها عمال عرب من قطاع غزة، فطلب من السائق النزول، آمراً إياه أن يُبْقي المحرك مشغّلاً، ثم توجه إلى مجموعة العمال التي وصل تعدادها إلى قرابة مائة عامل وطلب منهم الركوع في ثلاثة طوابير والبدء بإبراز بطاقات هوياتهم، وبعد أن شاهد أن جميعهم عرب، قام بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي ومكثف، ثم استقل السيارة وولى هارباً، ويضيف شهود العيان: “لقد خرج الجندي ببزته العسكرية من البيارة مع رشاش، فقام بتفريغ أربعة مخازن من الرصاص في صدورهم ورؤوسهم” .

–          ووفقاً لأقوال العمال الفلسطينيين، وصلت سيارة إسعاف واحدة بعد نصف ساعة من وقوع المذبحة. ويقول شاهد العيان إنه بدلاً من إسعاف الجرحى قامت الشرطة بمطاردتنا وضربنا بالهراوات، ثم أُدخلنا إلى الباصات، ولم يساعدنا أحد من المارة في الطريق؛ أما قائد الشرطة في المنطقة، فقد ادعى أنه حتى الساعة  السادسة وخمسين دقيقة، تم نقل جميع الجرحى إلى المستشفيات.  إدارة مستشفى تل هشومير أبلغت عن وصول قتيلين وجريحين إلى غرفة العمليات.

وبعد تنفيذ المذبحة توجّه الإرهابي إلى بيت صديقته، فقام أحد أفراد عائلتها بالاتصال بالشرطة التي ألقت القبض عليه في بيت صديقته.

مجازر بالجملة خلال الانتفاضة الأولى 1987-1993

وفق المعطيات الموثقة، اقترفت دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال ونساء وشيوخ وشبان الشعب الفلسطيني على مدى سنوات الانتفاضة الأولى الممتدة من 1987 إلى 1993، جرائم حرب كانت إلى حد كبير يومية، وكانت جماعية وفردية على حد سواء، ألحقت الضرر والأذى بكافة الأسر والبيوت الفلسطينية، وألحقت الخراب والدمار بالممتلكات والأراضي والمزروعات الفلسطينية.
(المزيد من التفاصيل…)


1998، عام المجازر الجماعية

قالت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان في تقرير لها، إن العام 1998 كان عاماً دموياً تعرّض خلاله الشعب الفلسطيني للعديد من المجازر الجماعية، قتل فيها عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين العزل،
(المزيد من التفاصيل…)

10/3/1998 مجزرة ترقوميا

قام أحد الجنود الإسرائيليين بقتل ثلاثة عمال فلسطينيين عند حاجز ترقوميا يوم 10/3/1998.

وقد كشفت هذه المجزرة الجماعية التي نفذها الجنود الإسرائيليون أن قتل العرب هو الشعار الذي يتباهى الجنود الإسرائيليون بكتابته على ملابسهم، فالجندي الذي قتل العمال الفلسطينيين الثلاثة عند الحاجز كان يرتدي سترة ممهورة على ظهرها بعبارة Born to Kill (أنا مخلوق لكي أقتل)،

–          هذا الشعار الدموي يجعل من سيرة الجندي اليهودي حلقة متواصلة من قتل الآخرين، ويختصر من جهة أخرى حياة العربي بأنه مولود للقتل!!

–          وتلك هي النتيجة الحتمية للتربية الإرهابية بدءاً من منابعها الأولى في التوراة والتلمود، بما يردده ويمارسه القادة الصهاينة الحاليون،

–          وما فعله الجندي الإسرائيلي عند حاجز ترقوميا لا يزيد كثيراً عما فعله أرييل شارون (حين كان عمره 22 عاماً)، إذ جلس في دبابة يحتسي الويسكي ويأكل الكافيار، بينما يقوم قناصو الوحدة (101) التي يقودها بقتل 90 فلسطينياً في أثناء إحدى العمليات خارج خطوط الهدنة بعد العام 1948،

–          وهو ليس أكثر من تطبيق حرفي لما قاله موشيه مناحيم إن: “أرض إسرائيل يجب أن تصبح لنا، مطهرة من الأجانب، نظيفة من الغرباء العرب الفلسطينيين”، وهو كذلك استجابة لما دعا إليه مئير كاهانا: “لا يظهر المسيح إلا إذا تم قتل العرب، فقتلهم واجب ديني من أجل خلاص العالم وعودة المسيح”، ويضيف كاهانا: كلما كان التعجيل بالحرب المقدسة التي تبيد العرب، تمّ التعجيل بظهور المسيح المنتظر والسلام لليهود لألف عام!!.

وقد أسفرت هذه المجزرة التي نفذت ضد عمال ترقوميا عن استشهاد 3 عمال وإصابة 9 آخرين.

25/9/1996 مجزرة النفق

–          انفجر بركان الغضب الفلسطيني على طغيان الاحتلال في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، عن فتح نفق تحت أساسات الحرم القدسي الشريف يوم 25/9/1996، وخرجت الجماهير الفلسطينية في المدينة المقدسة وأنحاء الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الشوارع في تظاهرات احتجاجية على الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية في القدس.

–          فتصدت لها قوات جيش وشرطة ومخابرات ووحدات الاحتلال الخاصة، مستخدمة المروحيات والصواريخ والمدفعية والمدافع الرشاشة من مختلف العيارات، وفتحت نيران أسلحتها بصورة عشوائية على الجماهير الفلسطينية،

ما أسفر عن استشهاد نحو (70) فلسطينياً، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني آخر بجروح.

–          وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال المواجهات، باقتحام ساحة المسجد الأقصى عقب صلاة يوم الجمعة في 28/9/1996، وأطلقت نيران أسلحتها وقنابلها بكثافة باتجاه المصلين العرب،

ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح، وقد غطت أرض الحرم القدسي الشريف برك من الدماء الفلسطينية.



2500 شهيد ضحايا بالألغام الإسرائيلية

ولم تنحصر الجرائم والمجازر الإسرائيلية في ذلك المسلسل الطويل المشار إليه على امتداد الصفحات السابقة، بل اتسع نطاقها إلى حقول الألغام العسكرية الإسرائيلية التي عمدت قوات الاحتلال إلى زرعها في الحقول والبساتين والأراضي الفلسطينية، ما أسفر عن وقوع مجازر دموية تقشعر لها الأبدان، خاصة وأن معظم ضحاياها كانوا من الأطفال الفلسطينيين.
(المزيد من التفاصيل…)