Kalkelya

مجزرة قلقيلية:

كان إحساس سكان قلقيلية، قضاء طولكرم، بالخطر الصهيوني مبكراً، فقد أخذوا، مع صدور قرار التقسيم، بالاستعداد للدفاع عن قريتهم وجمعوا مبالغ كبيرة من المال واشتروا بها السلاح والذخيرة، وتعاون أهالي القرية على حماية أنفسهم وأرضهم وخاضوا معارك كثيرة.

لم تنقطع الاشتباكات بين عرب قلقيلية والقرى القريبة منها والعدو الصهيوني رغم توقيع اتفاقيات الهدنة، ولم يكتم الصهاينة رغبتهم في تدمير القرية، وهدد موشيه ديان في حزيران 1953 قائلاً (سأحرث قلقيلية حرثاً).

في الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم، تسللت إلى قرية قلقيلية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدر بكتيبة مدرعات تساندها كتيبتا مدفعية ميدان ونحو عشر طائرات مقاتلة، فقطعت الأسلاك الهاتفية ولغمت بعض الطرق، في الوقت الذي تحشدت فيه قوة كبيرة في المستعمرات القريبة.

في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، تحركت القوات وهاجمت القرية من ثلاثة اتجاهات مع تركيز الجهد الرئيس بقوة كتيبة المدرعات على مركز الشرطة فيها.

بعد نحو ساعة، عاد المعتدون إلى الهجوم بكتيبة المشاة تحت حماية المدرعات، بعد أن مهدوا للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، ورغم ذلك فشل الهجوم أيضاً.

شعر سكان القرية أن هدف العدوان هو مركز الشرطة، فزادوا قوتهم فيه وحشدوا عدداً كبيراً من المجاهدين هناك، ولكن المقاتلين تكبدوا خسائر كبيرة عندما عاودت المدفعية القصف، واشتركت الطائرات في قصف القرية ومركز الشرطة بالقنابل؛ وفي الوقت نفسه، هاجم الصهاينة مرة ثالثة بقوة، وتمكنوا من احتلال مركز الشرطة، وتابعوا تقدمهم عبر شوارع القرية مطلقين النار على كل من يصادفونه، واستشهد نحو سبعين مقاتلاً من سكان قلقيلية والقرى المجاورة الذين هبوا لنجدتهم.

وكانت وحدة من الجيش الأردني، ترابط قرب المنطقة، قد تحركت للمساعدة في التصدي للعدوان، ولكنها اصطدمت بالألغام التي زرعها الصهاينة، فدُمِّرَت لها مصفحة وسيارتان كبيرتان، واشتبكت مع وحدات العدو وقصفت المدفعية الأردنية العدو وكبدته خسائر، وانسحب العدو بعد أن دمر القرية وعاث فيها فساداً.