انتفاضة الاقصى

انتفاضة الأقصى – حصاد الألم والبطولة والتضحيات

على الأرض الفلسطينية من أقصاها إلى أقصاها ترجمت سياسة الاحتلال التدميرية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني، بسلسلة من الانتهاكات والجرائم المتصلة المدعمة بالمعطيات والأرقام. فيما يلي معطيات حصاد انتفاضة الأقصى :

شهداء وجرحى الانتفاضة

–          سجلت التقارير الفلسطينية والدولية وبعض التقارير الإسرائيلية أيضاً نحو “1500 شهيد ونحو 70 ألف جريح خلال الانتفاضة الأولى 87-1993”

–          تشير المعطيات إلى أن عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال سنوات الانتفاضة الكبرى الثانية/2000، شكّل أضعاف الذين سقطوا خلال الفترة نفسها من الانتفاضة الكبرى الأولى.

فعلى مستوى حصاد الدم الفلسطيني خلال التصدي الفلسطيني لآلة الحرب الاحتلالية، واستنادا إلى أحدث الوثائق والإحصائيات الفلسطينية المختلفة ، فقد ” ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران وصواريخ قوات الاحتلال منذ الثامن والعشرين من أيلول / 2000 ، إلى نحو خمسة آلاف ومئة شهيد– عن تقرير مركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للمعلومات / المواقع الفلسطينية على الإنترنت-  من ضمنهم:

نحو 950 طفلا ،

و 300 شهيدة ،

و 732 شهيداً آخر كانوا ضحايا القصف الإسرائيلي

و (396) شهيدا سقطوا خلال جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية

–          تراوحت أعداد الجرحى الفلسطينيين خلال الانتفاضة– حسب المصادر الفلسطينية – بين 50– 55 ألف جريح فلسطيني، نحو ثلثهم من الأطفال الفلسطينيين / المصادر الإعلامية الفلسطينية .

–          أما بالنسبة للشهيدات من الفلسطينيات، فقد بلغ عددهن منذ بداية الانتفاضة وحتى تاريخه (300) شهيدة، تتراوح أعمارهن ما بين 24 يوماً وعشر سنين، وقد تنوعت أسباب الاستشهاد بين القصف وإطلاق النار وإعاقة عملية تقديم العلاج ، هذا إضافة إلى عدد اللواتي استشهدن خلال الفترة اللاحقة.

جرائم الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين

وإذا كانت عمليات القتل والإعاقة التي أشير إليها تشكل جرائم حرب، فإن أبشع جرائم الحرب الاحتلالية قد اقترفت ضد الأطفال الفلسطينيين.

–      فحسب القوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل، وحسب المادة 38 :

1) تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولية المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل، وأن تضمن احترام هذه القواعد.

2) تتخذ الدول الأطراف وفقاً لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، جميع التدابير الممكنة عملياً لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح”.

·         وحسب التعليمات العسكرية الإسرائيلية المعلنة نفسها، فإنه:

 “يمنع إطلاق رصاص Roma GG على الأطفال.

ويمنع إطلاق رصاص مطاطي من نوع RRNM على مجموعة من الأطفال.

 ويمنع إطلاق الرصاص البلاستيكي على النساء والأطفال” .

·         كما أن المادة الثانية من اتفاقية حقوق الطفل تنص على أنْ:

“تحترم الدول الأطراف الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها..”.

أي أن دولة الاحتلال مسؤولة عن تطبيق بنود الاتفاقية في الأراضي المحتلة.

·         والمادة الرابعة من الاتفاقية تنص على أنْ:

“تتخذ الدول الأطراف كل التدابير التشريعية والإدارية وغيرها من التدابير الملائمة لأعمال الحقوق المعترف بها في هذه الاتفاقية…”.

لقد انتهكت دولة الاحتلال المواد التالية أيضاً من اتفاقية حقوق الطفل:

·         المادة2/6: (تكفل الدول الأطراف إلى أقصى حد بقاء الطفل ونموه).

–                 الشهداء والجرحى من الأطفال:

ونتيجة للنوايا والتعليمات العسكرية الإجرامية المبيّتة ضد الأطفال الفلسطينيين كما هو موثق أعلاه، أشارت المصادر الفلسطينية المختلفة إلى:

“أن الجيش الإسرائيلي قتل منذ بدأت انتفاضة الأقصى نحو 950 طفلاً وأصاب الآلاف، وأن نسبة الشهداء من الأطفال تزيد عن 38% من مجموع عدد الشهداء”.

ويشار هنا إلى أبشع جرائم الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين المتمثلة بقتل الطفلة إيمان حجو بتاريخ 7 أيار 2001.

–                 ولم تقف الجرائم الاحتلالية ضد الأطفال الفلسطينيين عند قتل وإصابة وإعاقة الآلاف منهم، بل تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، وتركت آثاراً نفسية عميقة على أطفال الضفة والقطاع،

·         إذ أكد الدكتور إيليا عواد رئيس دائرة الصحة النفسية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فرع بيت لحم، قائلاً: “إن مشاهد العنف، مثل إطلاق النار وصور القصف للمنازل وصور الدماء والأشلاء وجثامين الشهداء، تترك آثاراً نفسية عاطفية واجتماعية، وظواهر عدم استقرار نفسي لدى الأطفال مثل التبول اللا إرادي والأحلام المزعجة والإحساس بالخوف الدائم” .

·         بينما أشارت المسؤولة الإعلامية في مكتب اليونيسيف في القدس في حديث لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” إلى: “أن نحو مليون وثلاثمائة ألف طفل فلسطيني يعيشون منذ نهاية أيلول 2000 تحت القصف الإسرائيلي المباشر واليومي، ما ترك آثاراً نفسية لا يمكن قياسها مثل: الرعب والخوف والتوتر الزائد، وانعدام التركيز الدراسي، والكوابيس الليلية، والتبول اللا إرادي… إلخ” .

الاغـتـيـالات والإعدامات الميدانية

–          إذا كانت النصوص القانونية الدولية تلزم دولة الاحتلال بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام ضد أي مدني دون تقديمه إلى محاكمة عادلة،

–          فإن سلطات الاحتلال الصهيوني –على عكس ذلك- :

1.      شرعت قانوناً خاصاً بها يسمح بإعدام الفلسطينيين ميدانياً،

2.      وحتى “إن محكمة العدل العليا الإسرائيلية” جزء من الدولة الإسرائيلية ولن تكون إلا كذلك..

3.      وقد اتخذت قرارات تسمح لقوات الجيش الإسرائيلي بالقيام بواجباته الدفاعية ومن ضمنها الاغتيالات” .

–          وفي هذا الإطار أكد تقرير إسرائيلي على “أن إسرائيل تحولت إلى دولة الاغتيالات” ،

–          كتب جدعون ليفي، وهو كاتب إسرائيلي مختص في حقوق الإنسان، تحت عنوان “رصاص مع عنوان” قائلاً:

“إن سياسة الاغتيالات التي تمارسها إسرائيل في المناطق الفلسطينية غير قانونية وغير أخلاقية قطعاً”

–          أكد أفرايم سنيه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي سابقاً في حينه مبكراً، على القول :

“إن إسرائيل ستواصل سياسة الاغتيالات، والجيش سيواصل ضرب الفلسطينيين.. وكل المتورطين في عمليات إرهابية وفي هجمات وفي الإعداد لهجمات.. وإن التصفية الجسدية للفلسطينيين تشكل الوسيلة الأكثر فعالية ودقة وصواباً” ،

–          بينما أعلنت الدولة الصهيونية رسمياً

“بأن إسرائيل ستواصل تنفيذ سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين عملياً”

وهذه السياسة الإجرامية بتنا نسمعها صباح مساء على لسان أقطاب دولة الاحتلال.

تصفية أبرز نشطاء الانتفاضة:

واستناداً إلى الأحكام والقوانين والمنطلقات الخاصة بدولة الاحتلال الصهيوني، فقد نفذ جيش الاحتلال ووحداته الخاصة سلسلة من عمليات اغتيال وتصفية إرهابية بشعة ضد المئات من القادة الفلسطينيين من الفصائل الفلسطينية المختلفة، ومن صفوف ضباط أجهزة الأمن الفلسطينية، كما تم اغتيال وقتل عدد من المدنيين والأطفال الفلسطينيين معهم.

–          اقترفت قوات الاحتلال اكثر من 300 جريمة اغتيال سياسي منذ بدء الانتفاضة,

–          نفذتها بحق النشطاء والمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال انتفاضة الأقصى،

–          وأودت بحياة 651 فلسطينيا، وفق ما أعلنه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان/عن فلسطين اليوم-22/08/2007″.

اعتمدت قوات الاحتلال خلال الانتفاضة المستمرة منذ سبع سنوات، بشكل لافت، على تنفيذ عمليات اغتيال جوية أو على الأرض بحق قادة سياسيين وعسكريين ومدنيين فلسطينيين من مختلف التنظيمات، مبررة ذلك برواية ثابتة وهي نيّة هؤلاء تنفيذ عمليات أو التخطيط لضرب أهداف إسرائيلية.

–          وتمت معظم عمليات الاغتيال الإسرائيلية :

إما بإطلاق النار مباشرة على المستهدفين

أو من خلال طائرات مروحية

أو طائرات استطلاع

أو طائرات إف 16 بمساعدة عملاء أو علامات على الأرض.

وتفيد المعطيات الفلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقترفت مئات الجرائم من هذا النوع منذ بداية انتفاضة الأقصى، مستهدفة النشطاء الفلسطينيين، السياسيين منهم والعسكريين.

–          ووفقا للتوثيق الفلسطيني، فقد راح ضحية هذه الجرائم :

 430 فلسطينيا من المستهدفين،

و221 من غير المستهدفين، بينهم 73 طفلاً،

 ووصفت تلك الجرائم بأنها تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين.

–          ويضاف إلى هذه الجرائم سلسلة عمليات اغتيالات أخرى كان أبرزها وأخطرها :

1-        عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، بتاريخ 22/3/2004 .

2-        عملية اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، بتاريخ 17/4/2004 .

3-        عملية اغتيال أربعة نشطاء من كتائب الأقصى، في نابلس، يوم 2/5/2004.

4-        عملية اغتيال ثلاثة من كوادر حركة حماس، في غزة، يوم 30/5/2004.

عملية اغتيال سبعة نشطاء من كتائب القسام وسرايا القدس وشهداء الأقصى، في نابلس، بتاريخ 26/6/2004، وكان من بينهم قائد شهداء الأقصى في نابلس وقائدان من القسّام وسرايا القدس. عملية اغتيال خمسة نشطاء من كتائب الأقصى، في طولكرم، بتاريخ 25/7/2004 .

 

جرائم الحرب ضد الطواقم الطبية وأعمال الإغاثة الفلسطينية

وفقا للوثائق والمعطيات الفلسطينية :

–          سقط (38) شهيدا من الأطقم الطبية والدفاع المدني ، منهم :

(12) طبيباً

و (14) ممرضاً وممرضة

و (3) متطوعين

و (3) من سائقي الإسعاف ،

و (6) من أطقم الدفاع المدني

–          بلغ عدد المصابين نحو (450) شخصاً

–          بلغ عدد الاعتداءات على سيارات الإسعاف نحو (350) اعتداءً

وعدد الإعاقات لسيارات الإسعاف أكثر من (1100) إعاقة ،

وعدد السيارات المدمرة نحو (40) سيارة ،

–          أما الاعتداءات على المستشفيات، فتجاوزت ال (320) اعتداءً  .

وعلى أرضية كافة المعطيات والأرقام الموثقة المشار إليها أعلاه، فإن سلطات الاحتلال تكون قد انتهكت كافة المواثيق والقوانين والنصوص الدولية المتعلقة بدور وعمل الطواقم الطبية ولجان الإغاثة الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر إدانة دامغة لسلطات الاحتلال باقترافها جرائم حرب يتوجب على المجتمع الدولي أن يحاسبها عليها.

هكذا أباد جيش الاحتلال عائلات فلسطينية بأكملها في حروبه على غزة!!

طائرات الاحتلال تنفذ مجزرة مجنونة ضد عائلة الدلو يسقط فيها الأب والأم والأطفال الأربعة

-هناك في كل زاوية وفي كل ركن غزي ألف قصة وقصة من جرائم الإبادة الجماعية  ضد عائلات فلسطينية كاملة على أيدي قوات الاحتلال

-جنرالات الاحتلال يغطون المجزرة بمجزرة أفظع.. فبات الموت فائضاً والمدمنون على الجريمة لا يعرفون متى يتوقفون.

-على العدالة الدولية الغائبة المغيَّبة وعلى محكمة الجنايات الدولية أن تتحرك لمعاقبة جنرالات الحرب والإجرام في “إسرائيل”

صعّد جيش الاحتلال من عدوانه على كافة مناطق قطاع غزة، منذ ساعات ليل الأحد وفجر الاثنين، إذ شهد الأحد استشهاد أكثر من 31 مواطنا وإصابة العشرات، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 76 شهيدا وأكثر من 680 جريحا حتى  لحظة كتابة السطور؛

وسجل المجازر الصهيونية طويل طويل، أُبيدت فيه عائلات فلسطينية كاملة، فواقع المشهد الفلسطيني على أرض القطاع، أن جنرالات الاحتلال تجاوزوا في مجازرهم وجرائمهم حدود  تلك المجازر والجرائم وسقوفها، وأصبحوا يقترفونها بطريقة يمكن أن نطلق عليها ما بعد الجريمة، أو “المحرقة ” المفتوحة. وبالرغم من أن هذه المحرقة مفتوحة على نحو إرهابي لم يسبق له مثيل ضد كل أبناء الشعب العربي الفلسطيني، فإنها مفتوحة على نحو أشد وأبلغ وأكثر إجراماً ضد أطفال فلسطين، إذ أصبحوا يستهدفونهم مع سبق الإصرار والترصد، وأصبحوا”يغطون المجزرة بمجزرة أفظع، ويقابلون شجاعة المقاتلين، بالمزيد من إبادة الأبرياء، وبات الموت فائضاً يتجاوز قدرة من يراقبون من بعيد، على الاحتمال والتماسك؛ فما بالنا بمن يفيض هذا الموت في مهاجع نومهم، وفي كل موضع من رقعة وجودهم؟! بل إن المدمنين على الجريمة باتوا لا يعرفون متى يتوقفون”، ومشهد المحرقة مفتوح على أوسع نطاق، طالما أن الصراع مستمر.

–          وفق التقارير الفلسطينية، فقد اشتدت المحرقة الصهيونية الأولى 2008-2009 في قطاع غزة على سبيل المثال، من يوم إلى آخر وعلى مدى أسابيع العدوان،

وتميزت بـ”ذبح الأطفال والنساء والعائلات الكاملة”،

–          وحسب الشهادات والصور الفيلمية فـ :

“إن رائحة الموت كانت تفوح من كل أرجاء غزة، وحتى القبور باتت صعبة المنال”،

“إن أطفال غزة يصبحون ويمسون بين القصف ورعب الكوابيس”،

“أصيبوا بالصدمات النفسية جراء القصف المتواصل … فأخذت ظهور أعراض التبول اللا إرادي والخوف من الظلام”،

“أطفال غزة يتكومون أحياء إلى جانب جثث أمهاتهم”،

إذ قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها “عثرت على عدد كبير من الجثث، وعلى أطفال يجلسون إلى جانب جثث أمهاتهم اللائي استشهدن”،

مشاهد المجازر في أنحاء القطاع المحاصر، تحكي لنا ألف قصة وقصة من جرائم الإبادة الجماعية ضد عائلات فلسطينية كاملة على أيدي قوات الاحتلال،

ففي الحرب العدوانية على غزة 2008، استيقظ سكان القطاع على دمار كبير ومجازر مروعة بفعل الغارات الإسرائيلية، فتلك العملية الإسرائيلية لم تكن الأولى، ولكنها الأكبر، إذ سقط نحو 320 شهيداً وألف جريح خلال أقل من 48 ساعة، وتمّ تدمير عشرات المواقع الأمنية والمنازل والمساجد والجامعات، والمراكز الإعلامية.

والطائرات لم تغادر سماء قطاع غزة، وهي تنفذ الضربة تلو الضربة، بشكل مكثف ومركز؛ فغيّرت معالم غزة من شدتها بعد مئات الأطنان من المتفجرات التي أُلقيت على القطاع خلال هذه الساعات القليلة.

واعتبرت ليلة الأحد/الاثنين أشد الليالي قصفا من خلال القصف المركز بطائرات “إف 16” والمروحيات ومشاركة البوارج الحربية، وكانت ليلة دامية، سُجِّلَت في تاريخ الغزيين الذي تملؤه ليال داميات كثيرة.

نوثق في ما يلي بعض حكايات عائلات فلسطينية أُبيدت بالكامل مع أطفالها.

ملحق 2-1-  عائلة الدلو

قامت طائرات الاحتلال بتنفيذ مجزرة مجنونة بقصف منزل لعائلة “الدلو” في غزة، سقط فيها أحد عشر مواطنا من العائلة، بينهم أربعة اطفال أشقاء، وثلاث نساء، كما أصيب 18 آخرون، أربعة منهم في حال الخطر الشديد.

الشهداء هم: سلافة الدلو (50 عاما)، وسماح الدلو (25 عاما)، وتهاني الدلو (46 عاما)،  وعبد الله المزنر (23 عاما)، وأمينة مطر المزنر (83 عاما)، وسهيلة الدلو،  إضافة إلى أربعة أطفال أشقاء وهم سارة ويوسف وجمال وإبراهيم (عام واحد) ووالدهم محمد الدلو.

ملحق 2-2-  إبادة عائلة بعلوشة

وكانت عائلة أنور بعلوشة من مخيم جباليا، على موعد مع المأساة، إذ دمّر المنزل المسقوف بالاسبستوس، بفعل صاروخ زنته طن، ألقي على مسجد عماد عقل المجاور لمنزلهم، ، وانهار المنزل على رؤوس قاطنيه، مسبِّباً مقتل خمسة من بناته، أصغرهن في الرابعة من عمرها، فيما أصيب هو وزوجته وثلاثة من أطفاله الآخرين، بجراح، وكانت الناجية الوحيدة رضيعة تبلغ الأسبوعين من عمرها؛ وجرى انتشال الضحايا من تحت الأنقاض بعد نصف ساعة من صراخ متواصل لمن بقوا على قيد الحياة، والقتيلات هن: جواهر (4 أعوام)، دنيا (8 أعوام)، سمر (12 عاماً)، إكرام (14 عاماً)، تحرير (17 عاماً).

و لم تكن هذه الأسرة وحدها هي التي قضت تحت هذه الغارات,

–          فكان أطفال زياد العبسي الثلاثة، صدقي وأحمد ومحمد، قد تطايرت أشلاؤهم حين قُصِف منزلهم في رفح جنوب قطاع غزة،

–          وسبق عائلة العبسي وبعلوشة عائلة كشكو، حين انهار منزلهم في حي الزيتون في غزة بالكامل، وعناية الله أنقذتهم وبقي رجل وامرأة ليقضيا تحت الأنقاض،

–          وفي حي الزيتون أيضاً جنوب مدينة غزة, في أثناء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي لنيرانه على منازل السكان، استشهدت طفلة من عائلة الحلو تبلغ من العمر خمس سنوات، كما استشهد جدها، فيما أُصيبت والدتها بجراح خطيرة، ونُقِلوا جميعا إلى مشفى الشفاء في مدينة غزة.

ملحق 2-2-1-  خمس شقيقات-ثلاثة أشقاء-وطفلة

رصد مركز حقوقي قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف تسعة أطفال في قطاع غزة، وهم نيام في منازلهم،

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان،

“تواصل سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي حربها المفتوحة على قطاع غزة، إذ تواصل استباحة دماء الأطفال والنساء والشيوخ غير آبهة بأرواح هؤلاء المدنيين، وضاربة بعرض الحائط كل المناشدات الإنسانية،  والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وتابع المركز في بيان صادر عنه أنه

“في مشهد من أبشع المشاهد الإنسانية، سقط  خلال ليلة الأحد/ وفجر الاثنين 22 طفلاً فلسطينياً ما بين قتيل وجريح وهم داخل منازلهم”،

“حيث قتلت خمس شقيقات في مخيم جباليا شمال القطاع وهن نائمات داخل منزلهن، فيما قتل ثلاثة أشقاء أطفال  في مخيم رفح وهم نائمون داخل منزلهم، وطفلة تاسعة من مدينة غزة، قُتلت أيضاً وهي داخل منزلها”.

ملحق 2-2-2-  مسجد عماد عقل :

واستناداً لتحقيقات مركز حقوقي، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية  مسجد عماد عقل المكوّن من ثلاث طبقات في بلوك 4 في مخيم جباليا، ذي أعلى كثافة سكانية في العالم. وأسفر ذلك عن تدمير المسجد بالكامل، وتدمير منزل مجاور يعود للمواطن أنور خليل بعلوشة، هذا وقد أصيب أيضاً، 17 مدنيا آخر، من بينهم خمسة أطفال من سكان المنازل المجاورة التي تضرّرت بشكل كبير.

ملحق 2-2-3-  مجمع الشفاء الطبي : جثث بلا رؤوس وأطراف متطايرة …

وحسب الشهادات، فما إن تطأ  قدمك مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، حتى ترى الموت مخيِّماً على جنبات المكان وفي كل ركن من أركانه، فرائحة الموت تزكم الأنوف، والجثث المقطعة والملقاة على الأرض نظرا لازدحام ثلاجات الموت وعدم قدرتها على استيعاب المزيد منهم، تشعرك بأن عجلة الزمن توقفت عند هذه الجثث ومن يحيط بها من ذوي أصحابها وأحبائهم الذين افترشوا الأرض بجانبهم، يبكونهم ويضربون الأرض بأيديهم من هول ما أصابهم…

–          فهنا رجل يحمل طفله الشهيد الذي لم يتجاوز الأعوام السبعة، في قطعة من الكرتون، بعد أن نفذ ما لدى المشفى من أغطية ليعود به إلى المنزل استعداداً لدفنه،

–          وهناك رجل آخر وصل به الجنون من هول الصدمة لأن يحدث ابنه محمد الذي ارتقى شهيدا في مبنى الجوازات في أثناء حفل لتخريج الضباط؛

–          وهناك أب جلس بالقرب من جثة ابنه مقطوعة الرأس وأخذ يصرخ ويضرب رأسه بالأرض؛

–          وتلك أم أخرستها الفاجعة، فأخذت تشير إلى الرجال كي يسقوها شربة ماء، علها توقظها من كابوس مزعج، فتعيد لها فلذة كبدها؛

فأصابنا الذهول مما رأت أعيننا، ليعود إلى الذاكرة مشهد مجزرة صبرا وشاتيلا في العام 82 في لبنان، حين كانت جثث الشهداء ملقاة بالعشرات على الأرض.

ووفق صورة قلمية لوكالة “معاً”، أكدت صعوبة الحديث مع المتوافدين على مجمع الشهداء الذين انشغلوا بالتعرف على جثث ذويهم وتفتيش جيوبهم لعلهم يعرفون من صاحب هذه الجثة، بعد أن تقطعت رؤوسهم وطارت أطرافهم ولم يبق من أجسادهم إلا الجزء اليسير بفعل الصواريخ التي انهالت بالعشرات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

ملحق 2-3- عائلة بكر : استشهاد أم وأطفالها الأربعة

كما استشهد خمسة مواطنين من عائلة واحدة في حي التفاح شرق مدينة غزة، وقالت مصادر طبية “إن جميع الشهداء ينتمون لعائلة بكر التي تقطن في حي التفاح، ومن بين الشهداء طفل في العام الأول من العمر، وطفلة في الثانية من العمر وقد وصلوا جميعا إلى المشفى أشلاء”.

ملحق 2-4-  مذبحة مدرسة الفاخورة

أما المشهد الأشد ترويعا ، فكان في مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا،

استشهد فيها حوالى أربعين فلسطينيا معظمهم من الأطفال… الأشلاء متناثرة.. والدماء.. والأجساد مقطعة وثمة أخرى متفحمة.. والجدران مهدمة.. وأصوات صراخ.. هكذا بدا المشهد داخل وفي محيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أن قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية بعدة صواريخ بلا رحمة..!.

وبصعوبة، نجح عدد من رجال الإسعاف والفلسطينيين في الوصول إلى المكان المستهدف وعيونهم إلى السماء تراقب حركة الطائرات التي تتأهب لإطلاق المزيد من الصواريخ،

وارتجف أحد ضباط الإسعاف من هول المشهد، وقال “منذ أكثر من عشرة أيام ننقل جرحى وإصابات.. تابعت مقتل عائلات بأكملها.. لكن لم أر في حياتي مثل هذه المشاهد”، وأضاف “الدماء كانت في كل مكان والأشلاء كذلك.. صراخ الأطفال والنساء كان يقطع نياط القلوب/ (يو.بي.آي) “.

ملحق 2-5-  مجزرة عائلة السموني  

استهدفت قوات الاحتلال عائلة السموني وسقط نحو خمسين شخصا من أفرادها، ما بين طفل وامراة وشيخ وشاب،

–          شهد على ذلك نائب السموني (25 عاما) من العائلة قائلا:

“إن قوات الاحتلال التي توغلت شرق حي الزيتون قامت بتجميع عشرات الأسر من عائلاتنا السموني في بيت واحد مساحته 180 مترا مربعا، ومن ثم قامت بدكنا بالقذائف لمدة عشر دقائق حتى سقطنا جميعا بين جريح وشهيد”، مضيفا: أنه “بعدما قامت قوات الاحتلال بإمطارنا بهذا العدد من القذائف، تحوّل البيت إلى بركة من الدماء، فمنّا من مات على الفور، ومنّا من ظل جريحا يصارع الموت حتى فارق الحياة بعد ساعات”.

–          وقالت زينات السموني

إن ابنها ظل ينزف حتى الموت تحت الأنقاض، فيما قضى زوجها وأربعة من أبنائها، إضافة إلى نحو 25 من أفراد عائلتها في القصف. وأضافت زينات (40 عاما) وهي ترقد على سرير في مستشفى الشفاء وهي تبكي:”قتلوا أفراد عائلتي وابني ظل ينزف ليومين، وقد ناشدنا الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالة الغوث ولكن من دون جدوى حتى استشهد من في البيت”، ولم يبق لزينات إلا طفلتها الرضيعة التي ولدت قبل 20 يوما، وابنتها المصابة إصابة خطرة والتي أحضرها المسعفون إلى المستشفى على عربة يجرها حمار، إضافة إلى ابنها فرج.

–          تلفظت ابتسام السموني, من على ركام منزلها, وهول الصدمة مازال يلزمها بأقوال تقشعر لها الأبدان,

وهي تصف لحظات من المذبحة التي تعرضت لها العائلة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وراح خلالها “29” من أفراد تلك العائلة الريفية، وتصف ابتسام، “32” عاماً، ليلة الأحد الرابع من كانون الثاني”بليلة الموت” التي حملت بين طياتها أكفان تسعة وعشرين فردا من عائلتها جلهم من الأطفال والنساء،

وتروي مأساة عائلة باتت تتصدر شاشات التلفزة العالمية دون أن يفكر أحد ممن يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان بمجرد التحقيق في ملابسات تلك المذبحة قائلة : ” منذ بداية العملية البرية الأحد في الرابع من شهر يناير، حاصر الجيش الإسرائيلي منزلنا ولم نتمكن من الخروج والانتقال إلى أماكن آمنة، وبقينا حتى صباح الاثنين؛ فاقتحم عدد من الجنود منازل عائلتنا المجاورة لبعضها بعضاً في حي السموني في الزيتون واقتادونا جميعاً، إلى منزل مجاور وعددنا يتجاوز 100 فرد “،

وتضيف وهي تصارع دموعها: ” تركونا حتى الساعة السادسة في منزل قاموا بتدميره من الداخل وأصبح يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ولم يكتفوا بذلك بل حاصروه؛ وفجأة ودون سابق إنذار، سقطت قذيفة دبابة عليه وأصيب عدد منا، وبعد لحظات سقطت قذيفة ثانية فاستشهد عدد من أفراد العائلة وفي اللحظة ذاتها سقطت قذيفة ثالثة واستشهد وأصيب عدد آخر”،

وأوضحت أنها كانت تهرب من غرفة إلى أخرى هي وعدد من أفراد أسرتها خوفاً من أن تصيبها القذائف، مشيرة إلى استشهاد ابنها فارس السموني (12 عاماً) وابنتها الطفلة رزقة السموني (14 عاماً).

وأشارت ابتسام إلى أن من بقي حياً من العائلة حاولوا الخروج من المنزل تحت القصف وحملوا عدداً من المصابين معهم، ليجدوا قذيفة أخرى في استقبالهم، فاستشهد عدد آخر وأصيب أكثر من عشرة ونجا البقية.

ملحق 2-6-  عائلة أبو عيشة

وأكدت مصادر طبية فلسطينية في مشفى الشفاء في غزة، أن سبعة أفراد من عائلة أبو عيشة، وصلوا أشلاء من منطقة المشتل شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وأكدت المصادر استشهاد الأب والأم وخمسة من الأطفال في الغارة التي وقعت بعد منتصف الليل، بعد أن سقطت قذيفة أطلقتها الزوارق الحربية على المنزل، فدمرت أجزاء واسعة منه.

ملحق 2-7-  إبادة عائلة الداية

وفي ليلة كانت مختلفة تماما عن كل الليالي التي سبقتها بالنسبة إلى عائلة الداية القاطنة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفي غضون لحظات وقبل أن ينبلج فجر الثلاثاء، أبيد الرجال والنساء والأطفال بقصف إسرائيلي، وكان مصير هذه العائلة هو المصير ذاته الذي واجهته عائلات فلسطينية أخرى.

كان رب العائلة الحاج فايز مصباح الداية البالغ من العمر 65 عاما يخشى تعرّض الأسرة لمجزرة محتملة، فالحي كان يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف من الجو والبر، ودفعته خشيته إلى جمع زوجته وأبنائه وأحفاده في الطابق الأول من منزلهم المكوّن من أربع طبقات،

وما هي إلا لحظات حتى ابتلعت الأرض النصف الأول من عمارة الحاج مصباح الداية، ففجع السكان صباح الثلاثاء بالمشهد وكأن زلزالا ضرب دار آل الداية المؤلفة من 25 فردا، فحولها إلى كومة من الحجارة. ودفنت العائلة بالكامل تحت أنقاض المبنى السكني الذي ضربته طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أو قنبلة ثقيلة وحولته إلى أثر بعد عين.

وتتكون هذه العائلة من الحاج فايز وزوجته ختام البالغة من العمر ستين عاما، وأبنائه وزوجاتهم وبناته وأحفاده وعددهم 16 طفلا، أصغرهم رضيع لم يتجاوز ستة أشهر؛ وبينما اتضح هول الفاجعة الجديدة، حاولت فرق الإنقاذ والجيران على مدى ساعات طويلة يوم الثلاثاء، انتشال الناجين المحتملين من هذه العائلة دون جدوى، فالوسائل بدائية والمنطقة مهددة بالهجمات الإسرائيلية المتعاقبة.

ملحق 2-8-  أسرة العثامنة

وكان مجدي العثامنة (75 عاما) واقفاً على أنقاض منزل عائلته يلوح بلغم أرضي غير منفجر باتجاه أفراد طاقم تصوير تلفزيوني، لكنهم أخذوا يحثونه على أن يضعه على الأرض لشعورهم بالقلق، ويصيح قبل أن يذعن لهم في نهاية المطاف وينزل من على كومة الأنقاض التي تبقت بعد المحرقة في قطاع غزة قائلا “لا تقلقوا. إذا مت لن أكون أغلى مما دمر بالفعل”، ويقول إن اللغم واحد من ألغام كثيرة زرعها الجنود الإسرائيليون لهدم المبنى السكني الذي كان يعيش فيه عشرات من أفراد أسرته الممتدة.

وأضاف بصوت متهدج “ظللت أبني هذا لخمسين عاما وقد ذهب كل شيء في طرفة عين”،

وكان المنزل ملاذ العائلة من فاجعة وقعت في وقت سابق حين قتل 18 من أقاربه في تشرين الثاني/2006 بنيران دبابة إسرائيلية دمرت منزلا آخر، وسوّت قوات الاحتلال بالأرض منزل العثامنة فضلا عن ثلاثة مبان مجاورة مملوكة لأبنائه وكل العقارات الأخرى على امتداد كيلومتر واحد في عزبة عبد ربه على مشارف مدينة غزة.

يضاف إلى كل هذه المجازر والحكايات والقصص، جملة أخرى لا حصر لها من المجازر السابقة واللاحقة المحتملة؛  فحين تتجمع مثل هذه الاعترافات والوثائق، فإنها تُضاف إلى جملة أخرى طويلة من الشهادات والوثائق ومن ضمنها شهادات ضباط آخرين في الجيش الإسرائيلي في مقابلات أجريت معهم، قاموا بالكشف عن المجازر التي نفذت ضد جنود مصريين في العام 1956 وفي العام 1967، فإنه لا يبقى عمليا سوى أنْ تتحرك العدالة الدولية /الغائبة المغيَّبة حتى اليوم/ وأنْ تتحرك محكمة الجنايات الدولية الفعالة على جبهات أخرى غير الجبهة الاسرائيلية …!.